غموض الشعر الحديث .. ورأي الدكتور عز الدين إسماعيل
غموض الشعر الحديث .. ورأي الدكتور عز الدين إسماعيل
خسرت الساحة الثقافية الأدبية العربية مؤخراً واحداً من أبرز أعمدتها وأسمائها المبدعة في مجال النقد الأدبي والشعر والمجال الأكاديمي .. ألا وهو الأستاذ الدكتور/ عزالدين بن إسماعيل ، الذي يعد واحداً من أهم النقاد في الوطن العربي والذين واكبوا ثورة الشعر الحديث منذ بدايتها، فكتب عن شعرائها وأهم روادها وتتبع أهم إنجازاتها وأصّل لها من خلال كتبه ومؤلفاته النقدية المتعددة التي من أهمها كتاب: الشعر العربي المعاصر قضايا وظواهره الفنية والمعنوية - الذي صار معلماً نقدياً مهماً - وله من المؤلفات الأخرى: الأدب وفنونه، كيف تقرأ النص العربي والشعر المعاصر في اليمن, الرؤية والفن .. وغيرها. هنا نتعرف على ما كتب حول ظاهر الغموض - التي يتصف بها الشعر الحديث - من خلال الرجوع إلى الكتاب المشار إليه: " الشعر العربي المعاصر قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية" ، حيث كتب قائلاً: إن الشعر الجديد يتسم في معظمه - خاصة في أروع نماذجه - بالغموض، وهناك حقيقة عامة تقول : " إذا كان الوضوح ممكناً فإن الغموض عجز، وهي حقيقة ينبغي إعادة النظر فيها خاصة عندما نتحدث عن الشعر ". ويضيف قائلاً: فإذا كان الشعر الجديد يغلب عليه طابع الغموض فلأنّ الشاعر قد عاد يدرك بوعي كاف طبيعة عمله وهي أن يقول الشعر أولاً, وأن يخترع في سبيل ذلك كل صورة وكل لفظة تفضي بها ضرورة أنه يقول الشعر, وهذا معناه أننا نستقبل في الشعر الجديد - رغم أنه غامض بل بسبب أنه غامض - شعراً تميزه الأصالة، أو لنقل ببساطة: شعراً حقيقياً. وبهذا الطراز من الشعر يمكن أن تغْْنى اللغة وتزداد ثراء من جهة , كما يمكن مع الزمن تكوين حاسة شعرية صادقة لدى القارئ، فلو أننا بقينا نرفض هذا الشعر لغموضه لما تحركنا من مكاننا خطوة ، وأفضل من هذا أن نحاول الاقتراب من هذا الشعر وأن نروّض أنفسنا على استقباله - بكل ما فيه من غموض - لأنه بغير ذلك لن يكون لدينا شعر.