سيئون-الجمعة 29/مارس/2024-12:32

موجة متوسطة 756 KHz موجتا FM 95.4 MHz 89.5 MHz

كيف تقيم البنية التحتية في حضرموت... المياة والصرف الصحي مثلا



نتائج التصويت
تهــاني : سجـل تهانيك لمن تحب هنا تعـــازي : سجل تعــازيك هنا
أطفال مدينة سيئون يستقبلون العام الهجري الجديد بالبخور والأهازيج
[ السبت 25/أكتوبر/2014 مصدر الخبر : سيئون/موقع إذاعة سيئون/جمعان دويل -]
sayun_20141026_1.JPG
مدينة سيئون كغيرها من مدن العالم الاسلامي تحتفل بالعام الهجري الجديد 1436 هـ في الاول من محرم الذي صادف هذا اليوم السبت الموافق 25 اكتوبر 2014م ولما لهذا اليوم من حدث والذي يعتبر يوم فرح وبهجة في حياة المسلمين في أصقاع العالم للاحتفال بالهجرة النبوية على صاحبها أفضل السلام والتسليم محمد صل الله عليه وسلم وما تمثله من محطة وقوف في حياة البشرية ..
والتي غيرت الهجرة النبوية مسار البشرية و تعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية ، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية ، قدمت ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة ، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته.
ففي الاحتفالية بدخول العام الهجري الجديد تشهد العديد من مساجد المدينة المحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ تتحدث عن الهجرة النبوية وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير ان يجعله عاما جديدا بالخير والبركة والصحة والعافية وتطور ونماء وأمن واستقرار لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة .
وما يميز مدينة سيئون كغيرها عن مدن وقرى وادي وصحراء حضرموت ذلك الموروث الشعبي لأطفال المدينة وهم يستقبلون هذا الضيف الجديد بالبخور والأهازيج ومرسومة على وجوههم الفرحة والبسمة في مرحلة من مراحل البراءة من عمرهم وهم يستعدون لهذا اليوم لما سمعوا من اسرهم وإخوانهم وأخواتهم اللذين تجاوزا مرحلة الطفولة عن كيفية الاحتفال وتحفيظهم الاهازيج .
حيث ينتشر الأطفال من صباح اليوم الباكر في شوارع المدينة وحاراتها وأزقتها ووسط السوق العام للمدينة حاملين في أيديهم المباخر بمختلف الأنواع بالعامية ( مقاطر وبوابير ) يتطاير منها روائح اللبان ( البدوي ) الزكية على شكل جماعات منفردة مرددين الأهازيج ( مدخل السنة بركة والسيل فوق التكة ) ( يا لبان ياكوكبان ابعد إبليس والشيطان ) ومنهم من يقول ( يا الله يا رحمن ابعد ابليس والشيطان ) في موروث شعبي تتناقله الآجال جيل بعد جيل وخلال جولتهم يقوم أصحاب البيوت وأرباب المحلات التجارية بتكريمهم بمبلغ يسير من المال أوشي من الحلوى اوالشيكولاته او يزودهم بالبخور بعد ان يقوموا الأطفال بتبخير المحل او مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) ويقدموا الأهازيج بدون خجل او خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والتي تعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم و الذي لازال يحتفظون بها هولاء الأطفال حيث تجد هم الأولاد مع بعض والفتيات مع بعض وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان ) . حتى وقت الظهيرة وخلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة والفرحة ترتسم وجوهم ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة والذي تجدهم يستقبلونهم بعد ان يسمعوا منهم ما يرددون من أهازيج بكل براءة لحظات جميلة تعيشها برفقتهم والكل يريد ان يتصور بدون خجل او استحياء وقد عبر العديد من المواطنين عن هذه المناسبة مجمعين على التراث الذي بقي بمدينة سيئون ويتذكرون ايام الطفولة التي كانوا يمارسون هذا الابتهاج والفرح بفارق تغير الزمن وظروفه والحياة المعيشية له.
بينما اوضح اصحاب المحلات التجارية بأن الاستعداد لهذا اليوم يكون من ليلة امس وخاصة بتجهيز المبالغ المالية للأطفال دون تردد كونها فرحة تشعر بها من خلالهم داعيين الله ان يتقبل ما يرددوه الاطفال وبركتهم وبراءتهم من اهازيج ان يكون عام خير وصحة وعافية وسعادة وأمن واستقرار .
وبهذه الاحتفالية ومع زحمة الزمن بانشغالات الناس شعروا اليوم بأن العام الهجري الجديد قد دلف إلينا من خلال هؤلاء الصغار حسب تعبير الكثير من المواطنين بأن هذا الموروث والعادات لأطفال مدينة سيئون تجعلك تحس بالروحانية ودفء دخول العام الهجري الجديد حيث جعلوا شوارع وأزقة المدينة والبيوت والمساجد تفوح فيها بالروائح الزكية ببخور الليان وغيرها من بخور .
جعله الله عام الخير والبركة والصحة والسعادة والامن والاستقرار والحياة الكريمة لجميع المسلمين .