شهدت مدينة مرسيليا ثاني أكبر المدن الفرنسية واجملها والتي تقع على ساحل فرنسا الجنوبي المطل على البحر الأبيض المتوسط الحولية السنوية لذكرى وفاة الامام القاضي والمرشد والمصلح الحضرمي العلامة عمر بن احمد بن ابي بكر بن سميط وذلك قبيل ظهر يوم الاحد 15 صفر الموافق 7 ديسمبر .

والتي اقيمت في احد مساجد مرسيليا وبحضور جموع غفيرة من العلماء وطلاب العلم والدعاة والمحبين وفي مقدمة اولئك الحضور تلميذ المحتفى به ومفتي مرسيليا الشيخ علي محمد قاسم والشيخ حسن جمل الليل وهو احد الشيوخ القائمين حاليا بتعليم الناس وارشادهم وتربيتهم وله طلاب منتشرون في نواحي مرسيليا وفرنسا وجزر القمر .
وتنوعت فقرات هذه الحولية والذكرى ما بين تلاوة الحضور لما تيسر من كتاب الله وذكر لله تعالى وكذا قراءة لفصول من السيرة النبوية من كتاب سمط الدرر للامام علي الحبشي ومجموعة من قصائد الامام عبدالله الحداد الحضرمي وكلمة الاحتفالية والتي قدمها سماحة مفتي مرسيليا الشيخ علي محمد قاسم والتي ذكر فيها فضائل ومناقب المحتفى به وشرف المهمة التي بذل فيها نفسه وماله وكل ما يملك في سبيل ايصال الخير ودعوتهم لمنهج الحق .
يذكر ان العلامة المحتفى به صاحب الايادي البيضاء في الكرم والاصلاح والارشاد هو العالم الفاضل/ عمر بن احمد بن ابي بكر بن سميط ولد ببلدة اتساندا بجزر القمر -مهاجر العرب القديم- بزنجبار شرق افريقيا في عام 1303 هجرية الموافق 1886 ميلادي ونشأ في بيئة علم وصلاح وتقوى تحت رعاية والده العلامة احمد بن ابي بكر بن سميط مفتي وقاضي زنجبار والذي اصطحبه بدوره الى حضرموت مقر اهله ببلدة شبام فتخرج على اعلام الرجال بالوادي الذين جمعوا بين العلم والعمل وفي مقدمة اولئك الشيوخ الذين اخذه اليهم العلامة عيدروس بن عمر الحبشي (صاحب الغرفة) والعلامة علي بن محمد الحبشي (صاحب سيئون) والعلامة احمد بن حسن العطاس (صاحب حريضة) والعلامة محمد بن طاهر الحداد وعمه عبدالله بن طاهر بن سميط ووالده العلامة طاهر بن سميط وغيرهم من اعيان الوادي والذين انطبعت فيه سماتهم وحلت عليه نظراتهم وجد بصدق الطلب في العلم والعبادة .
ثم عاد إلى زنجبار لتقر عينه برؤية والده وتقر عين والده به فاستكمل عليه وعلى الشيخ العلامة الصالح عبدالله بن محمد باكثير مصارف علومه ورأى ان مسقط رأسه (موروني) عاصمة جزائر القمر أحق ان يوافيها الجزاء وينشر فيها علم الهدى فعاد اليها حاملاً راية العلم والدعوة موزعاً اوقاته في دعوة اهل المدن والقرى الى الطريقة المثلى ساعيا بقدمه في تلك التلال الخضر اياما وليالي عديدة يدعوهم الى المولى عز وجل ويعرفهم امور دينهم وتقريبهم بالحكمة والموعظة الحسنة .
واسلمت على يديه طوائف عديدة وهدى الله من الامة بشرا كثيرا.
هذا وقد وافته المنية في عام 1396 هجري الموافق 1976 ميلادي .
ومن ابرز الاخذين عنه مؤخراً ومن تلامذته العلامة الداعية عبدالقادر بن احمد السقاف والعلامة الداعية احمد مشهور الحداد والعلامة عطاس الحبشي والعلامة عبدالقادر بن عبدالرحمن الجنيد نزيل دار السلام تنزانيا. والسيد محمد بن سعيد البيض والسادة آل جمل الليل وغيرهم الكثير .
الجدير بالذكر ان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) قد عقدة ندوة وطنية في مدينة موروني عاصمة جمهورية القمر المتحدة ومسقط ميلاد المحتفى به عقدت ندوة علمية حول الشيخ المصلح الحبيب عمر بن سميط في اطار احتفالية موروني عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2010 بقارة افريقيا وذلك خلال الفترة من 17 - 15 يوليو 2010 والمتزامن ايضا مع اعلان مدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية في اسيا .
وجاء في الندوة المذكورة ... كان الشيخ المصلح الحبيب عمر بن سميط قد اعاد للمسجد في جزر القمر دوره التربوي والاجتماعي وشارك في تاسيس عدة جمعيات اسلامية لتطوير العمل الاسلامي التربوي والعلمي والثقافي. وانخرط في العمل الخيري بشكل فاعل وترك آثاراً مكتوبة في العلوم الدينية والأدبية والسيرة الذاتية.. وله مشاركات في الشعر والخطابة وفتاوى قيمة تتناول النوازل التي شهدها واستفتى عنها في بلاده وله عدة رسائل منها (هدية الاخوان شرح فتح الرحمن) في العقيدة .
كما شارك في تلك الندوة ثمانية عشر باحثاً واستاذا جامعيا في طليعتهم الشيخ سعيد طويهر بن سعيد مفتي عام دولة جزر القمر والذي ألقى محاضرة بعنوان (الشيخ المصلح الحبيب عمر بن سميط وأثره في الحياة العلمية والعملية في جزر القمر) . كما تناول المشاركون في الندوة أبحاثا عن تاريخ دخول الاسلام في جزر القمر وكذا عن الحياة العلمية والثقافية فيها.
والجدير بالذكر ايضا انه سبق إقامة ذكرى وحولية العلامة عمر بن سميط في موطن اقامته بجزر القمر يوم الثلاثاء الماضي 12/2 بحضور رئيس دولة جزر القمر ورئيس الوزراء وعدد من العلماء والدعاة وطلاب العلم والمحبين ووفد من حضرموت منهم السيد عبدالله بن علي العطاس منصب حريضة بوادي حضرموت والأستاذ الداعية حيدر بن عبدالله العطاس وغيرهم .