عندما كنت مارا بطريقي بالشارع الفرعي الذي يقع بحري مسجد جامع [ طه بن عمر السقاف ] بحي الحوطة المتجه غربا مرورا بساحة مسجد الحومرة بحي الحوطة وهو احد مساجد مدينة سيئون
القديمة بطرازه المعماري القديم المتشابه للعديد من مساجد مدينة سيئون القديمة ، استوقفتني لافتة كانت معلقة بخيوط رفيعة بين دارين ومن حولها رفعت وعلقت بعض اعلام الزينة التي كانت تشد المار
بهذه الطريق .
اللائحة كتب عليها بالخط العريض على رأسها ( شموع مضيئة انطفاء نورها وبقيت مآثرها حية في واقعنا ) , وطبع تحت تلك العبارة صور [ 36 ) شخصية من كانوا يسكنوا هذه الحافة وتوفاهم الله
فترات من الزمن , صحيح برغم معرفتي بهذه الحافة والارتباطي الاسري بتلك الحافة لوجود سكن اهل زوجتي فيها كنت اعرف كثير من الشخصيات التي لم تشملها هذه اللائحة قد تكون لديهم لائحة
اخرى سيتم رفعها او لازال التجميع مستمر لصور الشخصيات التي كانت تسكن هذه الحافة من قبل القائمين على هذه المبادرة او لاعتبارات خاصة لديهم . الجميل في تلك المبادرة الاكثر من رائعة التي
اقدموا عليها شباب ساحة مسجد الحومرة ان يعرفوا جيل الزمن الحاضر بمن كان يسكن حافتهم في الماضي وتوفاهم الله ، برغم ان العديد من اسر هولاء الشخصيات المتواجدون باللائحة قد انتقلوا
منها وتوزعوا في بيوت جديدة متوزعين على احياء مدينة سيئون بعد كبر عوائلهم وتركوا بيوتهم منهم لازال يملكها ويتم إيجارها ومن من قام ببيعها وبقيت فقط ذكريات من الماضي .
اعجبتني تلك اللائحة انها حملت تحت كل صور الشخصيات الاسم الكامل والبعض منهم تاريخ وفاته لتبقى ذكراهم خالدة ووفاء من الاحفاد للأجداد وبعض الشخصيات التي كانت لها اسهام كبير في
هذه الحافة بتراحمها وتآخيها وترابطها الاسري بين الجميع وكانوا سندا معينا لهذه الحافة , ليكونوا ساكني هذه الحافة سوى اللذين لازالوا مرابطين بها او الساكنين الجدد الاقتداء بهذه الشخصيات .
كانت فكرة واخراج هذه اللائحة لها واقع في النفس سيما وان الشخصيات معروفة وجمعت مختلف شرائح المجتمع دون تمييز ، والتمييز الوحيد فقط انهم كانوا ساكني هذه الحافة وكانوا شموعا مضيئة
بما يملكونه من ذخيرة علم في الجانب الديني والاجتماعي واسهامهم في خلق النسيج الاجتماعي المتجانس ، مع ادراكي بان هناك الكثير والكثير في جميع حويف وساحات مدينة سيئون كان شموعا
مضيئة ، لكن هذه المبادرة من شباب ساحة مسجد الحومرة هي السباقة في تكريم هولاء الاشخاص وتعريف المجتمع بهم .
الفكرة كان قد سبق وان عملها الشاب كمال السقاف ( كرنك ) عندما رفع وإبراز الشخصيات المتوارثة والقديمة التي كانت تملك محلات تجارية متواضعة لسوق الحوطة التاريخي علقت على جدران
الساحة المخصصة لختم مسجد السقاف بحي الحوطة ليلة 11 رمضان من العام المنصرم 1442 هـ ، كأول عمل يظهر للشخصيات المعلقة .
فكرة شباب ساحة مسجد الحومرة بسيئون اتمنى ان تنتشر في جميع احياء وساحات مدينة سيئون لما لها من هدف سامي لمعرفة الجيل الحاضر بأجدادهم والمواقع التي يشغلونها في خدمة اهلهم
ومجتمعهم والاقتداء بهم سيما الترابط الاسري والاخلاق الحميدة والتعايش والسلام واصلاح ذات البين والمحبة والتآخي والتراحم والتكافل الاجتماعي برغم بساطة حياتهم ، هل سنفعل والاقتداء بأجدادنا
وما خلفوه من ارث كان لابد مننا الحفاظ عليه ليس على صعيد مدينة سيئون فحسب بل على مستوى مدن وقرى وارياف حضرموت خاصة واليمن بشكل عام