طالعتنا الأنباء عن قرب تدشين مهرجان التخيل والتمور وهذا ليس المره الاولى فقد كانت السنوات الماضية مليئة بهكذا مهرجانات تسلط الضوء على التمور والنخيل في وادي حضرموت واصنافه العديدة والمميزة ، فحضرموت هي المحافظة الاولى التي تنتشر فيها التخيل من اصل 11 محافظة يمنية ، وحسب بيانات الاحصاء في وزارة الزراعة تصل كميات انتاج محاصيل النخيل في اليمن قرابة 55.375 ألف طن متري عام 2014م انخفضت إلى 46.550 الف طن متري عام 2019 ، بعدد بلغ 4.6 - 5 مليون نخله ، بمساحة تمثل 24٪ من إجمالي المساحة المحصولية للفاكهة للعام 2001م لتنخفض وتصل 16٪ فقط حتى عام 2019م ، بقيمة إجمالية بلغت 15 مليار ريال في 2014 تراجعت في عام 2018 إلى 11.193 مليار ريال .
حضرموت وحدها توجد بها قرابة 3مليون نخله ، تنتج 32.728 الف طن من التمور وبتنوع في الأصناف بلغ أكثر من 50 صنف ، اهم هذه الأصناف : المجراف والايجاز والمديني والحمراء
للاسف تعرض النخيل في الفترات الماضية إلى العديد من المشكلات وأبرزها كوارث السيول والفيضانات ( مديرية ساة ووادي العين وحجر أكثر مناطق حضرموت تعرضا للكارثة حيث تم جرف ما يقارب مليون نخلة بين عامي 2008 و2020
بالإضافة إلى انتشار الآفات والأمراض الزراعية التي أصابت النخيل وأبرزها دوباس النخيل التي تمتص العصارة النباتية وتفرز مادة لزجه على جميع اجزاء النخلة ، وآفة سوسة النخيل الحمراء والتي يصعب كشفها مبكرا ولم تكن موجودة الا عندما تم استقدام فسائل من أنواع النخيل إلى حضرموت وخاصة بعد عام 2013م ، إلى جانب إغراق السوق المحلي بكميات كبيرة من تمور دول الجوار ، وارتفاع أسعار المحروقات والاسمدة ، وزيادة أعداد النخيل المسن وكلفة العناية به ، وتفاقم مشاكل تمليك الأراضي أو الايجار ، وتغيير مسار مجاري الأودية أو تضييق ممراتها خاصة التي تعتمد على مجاري السيول .
يعتقد الكاتب أن دعم المزارعين بالطاقة والأسمدة ، وعمل مصدات من الأحجار ، والاستمرار في مكافحة الآفات الزراعية ، وتوسعت مجاري السيول ومنع رمي المخلفات فيها ، وتزيين المؤسسات الحكومية والشوارع الرئيسية بفسائل النخيل بدلا من أشجار الزينة بل ودعم الفلاحين بهذه الفسائل لاحلالها محل النخيل المسن باهض الكلفة ، والتوعية المستمرة للانتاج المحلي بدلا من المستورد من أجل الوصول إلى اكتفاء ذاتي ، كل ذلك وأكثر هي معالجات حقيقية للمشكلات التي تعاني منها الزراعة والفلاحين
أن الاهتمام بالنخيل باعتبارها البركة بحد ذاتها لابد منه ، وكما قال الرسول صل الله عليه وسلم ( بيت لا تمر فيه جياع أهله )
وكما قال أجدادنا ماشي كما التمر في الدار ... لذلك كان لابد من إعادة النخلة إلى مكانها الطبيعي في حضرموت وتشكر السلطة المحلية ومراكز التخيل واللجان التي تهتم بالثروة الزراعية على تبنيها إعادة المهرجانات التي تسلط الضوء على النخيل والتمور والتسويق له استعان كاتب المقال بحلم اخضر ، وإدارة الاحصاء والمعلومات الزراعية - وزارة الزراعية
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع